Senin, 24 November 2008

Para Imam Ahlulbait('Alaihimussalam) di dalam al-Qur'an

Para Imam Ahlulbait('Alaihimussalam) di dalam al-Qur'an
أئمة الشيعة في القران*

ذكر معظم المؤرخين والمفسرين والمحققين]1[، أنها سميت لأول مرة بشيعة علي عليه السلام وهو أول إمام من أئمة أهل البيت عليهم السلام بالنسبة للشيعة الإمامة الاثنى عشرية ، في زمن الرسول الأكرم صلى الله عليه واله وسلم وكان ذلك في الأيام الأولى من بعثته صلى الله عليه واله وسلم وذلك بنص من القران الكريم.

1). عندما نزلت الآية (وانذر عشيرتك الأقربين)]2[.
فدعا الرسول صلى الله عليه واله وسلم عشيرته وصرح في ذلك الجمع أن أول من يبايعني على هذا الأمر سيكون خليفتي ووصيي من بعدي، فكان علي بن أبي طالب عليه السلام أول من تقدم وقبل الإسلام، والنبي صلى الله عليه واله وسلم قبل إسلامه وإيمانه وتعهد بكل ما وعده به، وقد ذكر المؤرخون عن علي عليه السلام: أني أحدثهم سنا يا نبي الله أكون وزيرك عليهم فاخذ الرسول برقبتي ثـم قال: إن هذا أخي ووصيي وخليفتـي فيكم فاسمعوا له وأطيعوه. قال: فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب، قــد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع]3[.

ومنذ هذا التاريخ من بعثة الرسول صلى الله عليه واله وسلم أطلقت كلمة الشيعة على أصحاب النبي الذين كانوا موالين لعلي عليه السلام واشتهر كل من سلمان الفارسي (رض) والذي لقبه الرسول الأكرم صلى الله عليه واله وسلم بسلمان المحمدي ، وأبو ذر الغفـاري (رض)، وعمار بن ياسـر (رض) بهذا اللقب]4[.

أن الرسول الأكرم صلى الله عليه واله وسلم لم يعينه وزيرا وخليفة له عبثا أو انه لا يعرفه حق المعرفة وهو الذي قال عنه جل وعلا (وما ينطق عن الهوى . إن هو إلا وحي يوحى . علمه شديد القوى)]5[.

وقد صرح الرسول الأكرم صلى الله عليه واله وسلم في كثير من الروايات المتواترة عن طريق أهل السنة والشيعة إن عليا عليه السلام مصون من الخطأ والمعصية في أقواله وأفعاله وقد صرح القران الكريم بذلك في :

2). آية التطـهير: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا )]6[.

فقد ذكر معظم المؤرخين والمفسرين إن هذه الآية نزلت بحق النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام)]7[.
إن هذه الآية دالة على العصمة فان إذهاب الرجس يشمل كل الذنوب والمعاصي والرذائل صغيرها وكبيرها وخصوصا عندما يكون هذه التطهير من رب العزة والجلالة فانه طهرهم طهارة روحية غسلت العقل والقلب والفؤاد فلم تترك لوساوس الشيطان ولا لارتكاب المعاصي مكانا فأصبحت قلوبهم صافية نقية خالصة مخلصة لخالقها وبارئها في كل حركاتها وسكناتها وقد صرح بذلك رب العزة والجلالة في القران الكريم:

3). في الآيات الآتية (فلا اقسم بمواقع النجوم . وانه لقسم لو تعلمون عظيم. انه لقران كريم. في كتاب مكنون. لا يمسه]8[ إلا المطهرون)]9[.

إن هذا القسم العظيم من رب العزة و الجلالة على إن القران الكريم لا يستوعبه ويعيه إلا الذين طهرهم في آية التطهير السابقة والتي يكون فيها الإمام علي عليه السلام هو أول المطهرين بعد النبي صلى الله عليه واله وسلم يعي ويستوعب القران الكريم ، ثم إن رب العزة والجلالة يخاطب النبي صلى الله عليه واله وسلم في آية المباهلة فيقول:

4). (فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين)]10[.

إن هذه الآية التي تسمى آية المباهلة نزلت في المدينة تخاطب النبي الكريم عندما جاء نصارى نجران لتكذيب النبي صلى الله عليه واله وسلم فقال لهم الرسول تعالوا نبتهل إلى الله. فدعا النبي صلى الله عليه واله وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا وقال هؤلاء أبناؤنا وأنفسنا ونساؤنا فهلموا أنفسكم ونسائكم وأبنائكم (وفي صحيح مسلم ج7 ص120) اللهم هؤلاء أهلي]11[.

كيف يخاطب الله جل جلاله النبي ويطلب منه دعوة الأبناء وهو يعلم أن الرسول ليس له أبناء وهو الذي لقبه الكفار بالأبتر وقد نفى الله عنه هذه الصفة في صورة الكوثر ( أنا أعطيناك الكوثر . فصل لربك وانحر. إن شانئك هو الأبتر) وان هذه السورة نزلت في مكة في بداية البعثة النبوية الشريفة.

كما إن أزواج النبي رضي الله عنهن لم تدعى واحدة منهن إنها من أهل البيت وقد روت كل واحدة منهن إن الآية خاصة برسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليه السلام وقد اخرج ذلك كل من الترمذى ومسلم والحاكم والطبري والسيوطي والذهبي وابن الأثير وغيرهم ، فراجع]12[.

فعندما رأى نصارى نجران أن النبي جاء بآهل بيته دون غيرهم للمباهلة قال لهم سيدهم: لا تباهلوه والله لقد عرفتم يا معشر النصارى إن محمدا نبي مرسل والله ما بآهل قوم نبي قط فعاش كبيرهم ولا نبت صغيرهم ولئن فعلتم لتهلكن فوآدعوا الرجل وانصرفوا لأني أرى يا معشر النصارى وجوها لو شاء الله أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله بها فلا تباهلوا فتهلكوا ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة، فقالوا: يا أبا القاسم رأينا أن لا نباهلك وان نقرك على دينك ونثبت على ديننا. قال: فإذا أبيتم المباهلة فاسلموا يكن لكم ما للمسلمين وعليكم ما عليهـم، فأبوا. قال: إني أناجزكم. فقالوا ما لنا بحرب العرب طاقة ولكن نصالحك. وتم الصلح بينهما]13[.

ولا يخفى على العاقل اللبيب ذي البصيرة المراد من النفس هنا هو أخي رسول الله صلى الله عليه واله وسلم والذي هو علي عليه السلام إذ جعله الله تعالى في هذه الآية الكريمة نفس محمد صلى الله عليه واله وسلم والحسن والحسين عليه السلام أبنائه وفاطمة عليها السلام كنسائه.

ثم نزلت آية الولاية لتثبت كل ذلك للإمام علي عليه السلام.
5). (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون)]14[.

اخرج أئمة التفسير من علماء السنة والجماعة أنها نزلت في حق علي بن أبي طالب عليه السلام حيث قال الإمام أبو إسحاق الثعلبي في تفسير الكبير بالإسناد إلى أبي ذر الغفاري (رضي). أني صليت مع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ذات يوم فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد شيئا وكان علي راكعا في صلاة نافلة فأومئ بخنصره إليه وكان يتختم بها فاقبل السائل حتى اخذ الخاتم من خنصره . فتضرع النبي صلى الله عليه واله وسلم إلى الله عز وجل يدعوه حتى هبط عليه الأمين جبرائيل بهذه الآية.

وقد روى نزولها كذلك:
* الزمخشري في تفسير الكشاف ج1 ص649 .
* في تفسير الطبري ج6 ص288 .
* في تفسير القرطبي ج6ص112 .
* تفسير الفخر الرازي ج12ص26 .
* تفسير ابن كثير ج2ص71 .
* أسباب النزول للإمام ألوا حدي ص148 .
* الدر المنثور في التفسير المأثور للسيوطي ج2ص293 ، وكثير من كتب التفسير ومن يريد المزيد فليراجع.

إن هذه الآية الكريمة تبين أن الله جل جلاله قرن ولايته وولاية رسوله بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام.

والمراد بالولي : أي أحرى به واجدر وإنما هو الأولى بالتصرف]15[، كما يتصرف الله عز وجل بخلقه وكما يتصرف الرسول صلى الله عليه واله وسلم بالمسلمين فان عليا عليه السلام أولى بالتصرف بالمسلمين بتفويض من الله سبحانه وتعالى، ويمكن أن تطلق على المحب والنصير والصديق]16[، ولكن هذه المعاني عامة لا تنحصر فيما أريد في الآية الكريمة ، لان الآية حددت المعنى بقوله تعالى وهم راكعون.

قال الزمخشري في الكشاف المجلد الأول ص422 (كيف صح أن يكون لعلي عليه السلام واللفظ جماعه قلت جيء به على لفظ الجمع وان كان السبب فيه رجلا واحدا ليرغب الناس في مثل فعله فينالوا مثل ثوابه)]17[.

وفي تاج العروس روى ابن سلام عن يونس أن المولى في الدين هو الولي وذلك قوله تعالى (ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم) أي لا ولي لهم ومنه الحديث مَن كنت مولاه فعلي مولاه أي من كنت وليه]18[.

ومن ذلك نستنتج انه لا يجوز تقديم أحد على علي عليه السلام قطعا لان الله أشرك محمد صلى الله عليه واله وسلم وعلي عليه السلام معه في الولاية.

6). ثم جاء فصل الخطاب في سورة المائدة التي يعتبرها معظم كتاب التاريخ والمفسرين بأنها نزلت في حجة الوداع للرسول صلى الله عليه واله وسلم]19[. والتي جاءت فيها آيـة البـلاغ حيث قال تعالى: (يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين)]20[.

بعد رجوع الرسول صلى الله عليه واله وسلم من حجة الوداع في مكة إلى المدينـة بموضع بينهما يدعى غدير خم على بعد ثلاثة أميال من الجحفة بناحية رابغ، بعد خمس ساعات مضت من النهار، وكان معه مائة ألف أو يزيدون فأمر أن يرد من تقدم منهم وانتظر من تأخر عنهم ونادى مناديه الصلاة جامعة وكـان في وقت الضحى والحر شديد، وجمعت الحجارة بعضها فوق بعض كالمنبر وخطب خطبته المعروفة بخطبة حجة الوداع. وفيها رفع يد علي بن أبي طالب عليه السلام ثم قال (من كنت مولاه فهذا علي مولاه. اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله وادر الحق معه حيث دار)]21[.

وهذا الحديث جاء تأكيدا لآية الولاية السابقة الذكر فهل يليق بنا أن نفسر معنى الولاية هنا بان عليا عليه السلام هو محبكم وناصركم ؟ وهل يليق برسول الله صلى الله عليه واله وسلم أن يجمع المسلمين في مثل ذلك الحر والشمس المحرقة وبينهم النساء والشيوخ وبعد مسير طويل بعد أداء مراسم الحج لان ذلك كان يوم الثامن عشر من شهر ذي الحجة ليقول لهم صلى الله عليه واله وسلم أن عليا عليه السلام هو محبكم وناصركم ؟ فهل هذا معنى مقنع للمسلم المؤمن ؟ وهل هو المطلوب في الآية الكريمة التي تأمر النبي صلى الله عليه واله وسلم أن يبلغه للمسلمين وما هو الشيء الذي لم يبلغه الرسول صلى الله عليه واله وسلم بعد هذه المدة الطويلة من المعاناة والهجرة والأذى من الكفار والمشركين علما انه بلغ القران الكريم جميعا وبين أمور الدين كاملة وأصبحت رسالته على وشك النهاية ، فما هو المطلوب منه تبليغه للمسلمين والذي يحذره عز وجل إن لم يفعل ما بلغ الرسالة. إذا لا بـد من وجود شيء مهم لم يبلغه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لأنه كان خائفا من الناس، ومشفقا من مخالفة قومه له لأنهم حديثو عهد بالجاهلية، فأمره الله تعالى أن يبلغه، وابلغه بأنه سيعصمه من الناس وهنا يقول معظم المؤرخين عليه واله وسلم صدع عن هذا الأمر وهو الولاية والخلافة لعلي بن أبي طالب عليه السلام من بعده.

حيث عقد ذلك الاجتماع وألقى خطبته المشهورة بخطبة الوداع ثم عقد صلى الله عليه واله وسلم موكب لتهنئة الإمام علي عليه السلام في ذلك الحر الهجير والشمس المحرقة وبدأ بزوجاته أمهات المؤمنين وجاء أبو بكر وعمر يقولان لعلي عليه السلام : ( بخٍ بخٍ لك يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة ) حيث يقول جلال الدين السيوطي في الدر المنثور ج2 ص259 أن الرسول صلى الله عليه واله وسلم لما نصب الإمام علي عليه السلام يوم غدير خم نزل جبريل بآية إكمال الدين (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)]22[، وكذلك في تاريخ بغداد للخطيب ج8ص290 والخوارزمي في مناقبه ص80 وتاريخ اليعقوبي ج1ص32 وتاريخ دمشق لابن عساكر ج2ص75 أما علماء الشيعة فلم يختلف أحد منهم في ذلك ومن يريد المراجعة فليراجع كتاب الغدير للعلامة الأميني وهو في أحد عشر مجلدا جمع فيه كل ما يتعلق في حديث الغدير من كتب أهل السنة والجماعة وقد اخرج هذا الحديث عن ثلاثمائة وستين عالما. فراجع

ومن الشواهد على ذلك ما نقله:
* الحسكاني ج2ص286 في شواهد التنزيل .
* تفسير الثعلبي في سورة المعارج (سأل سائل بعذاب واقع ) .
* تفسـير القرطبي لنفـس السورة ج18ص278 .
* ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص328 .
* الحاكم في مستدركه على الصحيحين ج2 ص502 .
* تذكرة الخواص لابن الجوزي وغيرهم من علماء أهل السنة حيث يقولون إن الخبر عندما وصل إلى الحارث بن النعمان الفهري ولم يعجبه ذلك اقبل على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وأناخ راحلته أمام باب المسجد ودخل على النبي صلى الله عليه واله وسلم، فقال (يا محمد انك أمرتنا أن نشهد أن لا اله ألا الله وانك رسول الله فقبلنا منك ذلك وآمرتنا أن نصلي خمس صلوات في اليوم والليلة وان نصوم رمضان ونحج البيت ونزكي أموالنا فقبلنا منك ذلك ثم لم ترضى بهذا حتى رفعـت بضبعي ابن عمك وفضلته على الناس وقلت (من كنت مولاه فعلي مولاه) فهذا شيء منك أو من الله ؟

فقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وقد احمرت عيناه ( والله الذي لا اله ألا هو انه من الله وليس مني) قالها ثلاثا.

فقام الحارث وهو يقول اللهم إن كان ما يقول محمدا حقا فأرسل علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب اليم.

قال: فوالله ما بلغ ناقته حتى رماه الله من السماء بحجر فوقع على هامته فخرج من دبره وانزل الله تعالى (سئل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع ) ]23[.

7). روى محمد بن إدريس الشافعي في مسنده]24[، وابن حجر العسقلآني في صواعقه]25[، عن أبي هريرة قال لما نزلت آية الصلوات في قوله تعالى (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا آيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما)]26[.

انه قلنا يا رسول الله قد عرفنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك قال الرسول صلى الله عليه واله (قولوا اللهم صلِ على محمد وال محمد كما صليت على إبراهيم وال إبراهيم وبارك على محمد وال محمد كما باركت على إبراهيم وال إبراهيم ثم تسلمون علي).

وروي عنه صلى الله عليه واله وسلم انه قال لا تصلوا علي الصلاة ألبترآء فقالوا يا رسول الله وما الصلاة البتراء . قال ( تقولون اللهم صلِ على محمد وتمسكون) وقد روى القرطبي في تفسيره الجامع لإحكام القران المجلد 14ص233 وما بعدها وابن العربي الأندلسي المالكي في كتابه أحكام القران ج1 ص184 على لحق آل النبي صلى الله عليه واله وسلم عند الصلاة عليه حيث تدل على أنها نزلت في حق النبي صلى الله عليه واله الأطهار وهم علي وفاطمة والحسن والحسين وهناك الكثير من المفسرين والمؤرخين والكتاب من قالوا أنها نزلت في حق النبي صلى الله عليه واله وسلم واله ومن يريد المزيد فليراجع:

* البخاري في صحيحه ج6 ص12 .
* ألواحدي في أسباب النزول ص271 .
* الحاكم في المستدرك المجلد3 ص148 .
* الفخر الرازي في تفسيره ج25 ص226 .
* النيسابوري في تفسيره ج22 ص30 .
* الطبري في تفسيره ج22 ص27 .
* ابن عبد البر الأندلسي في تجريد التمهيد ص185 .
* الخازن في تفسيره ج5 ص226 وغيرهم .
وقد روى محب الدين الطبري في ذخائر العقبى ص19 عن جابر بن عبد الله الأنصاري(رضي) انه كان يقول لو صليت صلاة لم اصلِ فيها على محمد وال محمد ما رأيت أنها تقبل.

ومن هنا نرى إن معظم المفسرين يذكرون إن حب آل محمد واجب وقد قال الإمام الشافعي(رضي):
يا آل بيت رسول الله حبكم فرض من الله في القران أنزله
يكفيكم من عظيم الفخر أنكم من لم يصل عليكم لا صلاة له

وقد اتهم الشافعي بالتشيع من اجل قوله هذا فتصوروا يا أولي الألباب.
فإذا لم يقول المسلم اللهم صل على محمد وال محمد فصلاته مردودة لا يقبلها الله سبحانه وتعالى.

8). قال الزمخشري في الكشاف المجلد الثاني ص339 في تفسير آية المودة (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا إن الله غفور شكور).

إنها لما نزلت هذه الآية قيل: يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم. قال(ص) :(علي و فاطمة و ابناهما).

* روى البخاري في صحيحه ج6 ص129 عن ابن عباس انه سئل عن قوله إلا المودة في القربى . فقال قربى آل محمد.
* روى الطبري في تفسيره المجلد الخامس والعشرين ص14 وما بعدها هي قربى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
* روى القندوزي في ينابيع المودة ص106 قال اخرج احمد في مسنده بسند عن سعيد بن جبير عن ابن عباس نزول الآية في الخمسة.
* في كتاب رشفة الصادي ص21 لأبي بكر بن شهاب الدين الشافعي أن الله جل جلاله أجرى عليكم المودة في القربى وإني سائلكم عنهم غدا.
روى الكنجي الشافعي في كفاية الطالب ص31 عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه واله وسلم وقال يا محمد اعرض علي الإسلام فقال تشهد أن لا الـه ألا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله. قال تسألنـي عليه آجرا قال لا ، ألا المودة في القربى قال قرابتي أو قرابتك ؟ قال(ص) قرابتي، قال هاتِ أبايعك فعلى من لا يحبـك ولا يحب قرابتك لعنة الله فقال النبي صلى الله عليه واله وسلم: آميـن.
* في مستدرك الصحيحين ج3 ص172]27[، روى بسنده عن علي بن الحسين عليهما السلام قال : خطب الحسن بن علي عليهما السلام على الناس حين قتل علي عليه السلام فحمد الله وأثنى عليه، فساق الحديث (إلى أن قال) ثم قال: أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن علي وأنا ابن النبي صلى الله عليه واله وسلم وأنا ابن الوصي وأنا ابن البشير وأنا ابن النذير وأنا ابن الداعي إلى الله بإذنه وأنا ابن السراج المنير وأنا من أهل البيت الذين كان جبريل ينزل إلينا ويصعد من عندنا وأنا من أهل البيت الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا وأنا من أهل البيت الذين افترض مودتهم على كل مسلم فقال تبارك وتعالى لنبيه صلى الله عليه واله وسلم (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا) فاقتراف الحسنة مودتنا أهل البيت. وذكره المحب الطبري أيضا في ذخائره ص138 ثم قال خرجه الدولابي وذكره الهيثمي أيضا في مجمعه ج9 ص146 ثم قال رواه الطبراني وأبو يعلى والبزار وذكره ابن حجر في صواعقه ص101.
* روى الخوارزمي في كتابه مقتل الحسين عليه الصلاة والسلام ص1 نزول الآية في الخمسة.

وان قول الزمخشري في الكشاف: لا شك أن فاطمة وعليا والحسن والحسين عليهم السلام كان التعلق بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اشد التعلقات، كالمعلوم بالنقل المتواتر فوجب أن يكونوا هم الآل، لان النبي صلى الله عليه واله وسلم كان يحب فاطمة عليها السلام ويقول فاطمة بضعة مني يؤذيني ما يؤذيها ومن يؤذيني فقد آذى الله.و ثبت بالنقل المتواتر عن النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم كان يحب عليا والحسن والحسين عليهم السلام لذلك وجب على كل الأمة أن تحبهم لقوله تعالى(فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون)]28[، ولقـوله تعـالى (فليحذر الذين يخالفون عن أمره)]29[، ولقوله تعالى ( إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله )]30[. ولقوله تعالى ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة )]31[.

9). يقول الله جل وعلا في كتابه العزيز (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون). وقال أيضا (ذلك نتلوه عليك من الآيات والذكر الحكيم)]32[، ثم قال من سورة النحل الآية 43 وفي سورة الأنبياء الآية:7، (وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون).

فالذكر هو القران الكريم وهو الذي نزل به جبريل على نبينا محمد صلى الله عليه واله بأمر من الله سبحانه وتعالى . فهذه الآيات الكريمة تعرف الناس بأهل البيت الذين هم أهل الذكر وهم محمد صلى الله عليه واله وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ويأمرهم بالرجوع إليهم لان الله سبحانه وتعالى طهرهم تطهيرا وهم الراسخون في العلم الذين أورثهم الله سبحانه وتعالى علم الكتاب.

* فقد روى ابن جرير الطـبري ج14 ص109 بسند عن جابر الجعفي قال لما نزلت (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) قال علي عليه السلام نحن أهل الذكر.
* وروى ذلك الإمام الثعلبي في تفسيره الكبير في معنى هذه الآية من سورة النحل.
* وكذلك تفسير القران لابن كثير في ج2 ص570.
* وتفسير القرطبي في ج4 ص272 ، وينابيع المودة للقندوزي الحنفي.

10). في أسد الغابة لابن الأثير ج5 ص530 في ترجمة فضة النوبية بسند عن مجاهد عن ابن عباس قال في قوله تعالى (يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا)]33[، وفي أسباب النزول للواحدي ص33 في بيان نزول الآية السابقة في سورة ( هل أتى ) قال عن عطاء عن ابن عباس، وفي الرياض النضرة للمحب الطبري ج2 ص227، وكذلك في نور الأبصار للشبلنجي ص102 عن عبد الله بن عباس قال:

مرض الحسن والحسين عليهما السلام وهما صبيان فعادهما جدهما رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وعادهما عامة العرب فقالوا يا أبا الحسن لو نذرت على وُلدِك نذرا فقال علي عليه السلام إن برئا مما بهما، صمت لله عز وجل ثلاثة أيام شكرا وقالت فاطمة عليها السلام كذلك وقال الصبيان ونحن نصوم ثلاثة أيام وقالت جاريتهما فضة وأنا أصوم ثلاثة أيام.

فالبسهما الله العافية فاصبحوا صياما وليس عندهم طعام سوى ثلاثة أصوم من الشعير فقامت فاطمة عليها السلام إلى صاع فطحنته وخبزته وعندما أتى علي عليه السلام بعد أن صلى مع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ووضع الطعام بين يديه إذ أتاهم مسكين فوقف على الباب وقال: السلام عليكم أهل بيت محمد، مسكين من أولاد المسلمين أطعموني أطعمكم الله عز وجل على موائد الجنة فسمعه علي عليه السلام فأمرهم أن يعطوه الطعام ومكثوا يومهم وليلتهم لم يذوقوا إلا الماء. فلما كان اليوم الثاني قامت فاطمة عليها السلام إلى صاع آخر وطحنته وخبزته وصلى علي عليه السلام مع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. ووضع الطعام بين يديه إذ أتاهم يتيم فوقف بالباب وقال السلام عليكم أهل بيت محمد، يتيم من أولاد المهاجرين استشهد والدي أطعموني أطعمكم الله عز وجل على موائد الجنة فأعطوه الطعام فمكثوا يومين لم يذوقوا إلا الماء. فلما كان اليوم الثالث قامت فاطمة عليها السلام إلى الصاع الباقي فطحنته وخبزته فصلى علي عليه السلام مع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ووضع الطعام بين يديه إذ أتاهم أسير فوقف بالباب وقال السلام عليكم أهل بيت النبوة تأسروننا وتشدوننا ولا تطعموننا. أطعموني فآني أسير فأعطوه الطعام ومكثوا ثلاثة أيام ولياليها لم يذوقوا ألا الماء فاتاهم رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فرأى ما بهم من الجوع فانزل الله تعالى (هل أتى على الإنسان حين من الدهر) إلى قوله تعالى (لا نريد منكم جزاء ولا شكورا) فقد ذكروا جميعهم الرواية المتقدمة عن ابن عباس. ولا باس من أن نذكر بعض الآيات من سورة الإنسان حيث قـال تعالى:

بسم الله الرحمن الرحيم ( يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا (7) ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا (8) إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا (9) أنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا (10) فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نظرة وسرورا (11) وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا (12) متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا (13) ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا (14) ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قواريرا (15) قوارير من فضة قدروها تقديرا (16) ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا (17) عينا فيها تسمى سلسبيلا (18) ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رايتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا (19) وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا(20) عليهم ثياب سندس خضر وإستبرق وحلوا أساور من فضة وسقاهم ربهم شرابا طهورا (21) إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا (22). صدق الله العظيم.

ألا يحق للمؤمن بل للمسلم أن يتبع أهل البيت في دينه وإعماله وقد امرنا الله ورسوله بطاعتهم والأخذ بمنهجهم والسير على خطاهم وقد قال في كتابه الكريم (ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا)]34[، فأهل البيت صلوات الله عليهم هم الراسخون في العلم وهم الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا فهل لأحد من العالمين كآية تطهيرهم وهم أهل الذكر، أليسوا من الذين انعم الله عليهـم وأشار في السبع المثاني والقـران العظيم إليهم فقال (اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم)]35[، ألم يجعل سبحانه وتعالى دينه بولايتهم في غدير خم وكيف فعل يومئذ بمن جحد بولايتهم . وهم خير البرية حيث قال تعالى (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية)]36[، وهم ذوو الحق الذين صدع القران بآياته (وآت ذا القربى حقه)]37[، وهم أولوا الفيء حيث قال تعالى (ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله والرسول ولذي القربى)]38[، وآل ياسين الذين حباهم الله في الذكر الحكيم فقال تعالى ( سلام على آل ياسين)]39[، وهم الذين جعل الصلاة بدونهم بتراء كما مر معنا فهم المصطفـون من عباد الله، السابقون بالخيرات بإذن الله الوارثون كتاب الله.

فهذا هو قضاء الله ورسوله وعلينا طاعتهما كما قال جل وعلا (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعصِ الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا)]40[، وفي هذا القدر من آيات فضلهم كفاية في هذا السفر الصغير ومن يريد المزيد فليراجع الصحاح الستة وكتب التاريخ والمفسرين ومن يريد التوضيح فليراجع كتاب المراجعات للإمام السيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي المراجعة(12).

المراجع:
]1[. سوف يرد ذكرهم في الكتاب إن شاء الله.
]2[.سورة الشعراء الآية 214.
]3[.تاريخ اليعقوبي ج2 ص63 ، تاريخ أبي الفداء ج1 ص116.
]4[.حاضر العالم الإسلامي ج1 ص188.
]5[.سورة النجم الآيات 3 ، 4 ، 5.
]6[.سورة الأحزاب الآية 33.
]7[.من يرد التفصيل فليراجع كتاب فاسألوا أهل الذكر للدكتور محمد التيجاني السماوي أهلي كتاب لماذا اخترت مذهب الشيعة مذهب اهل البيت للعلامة محمد مرعي الأمين الانطاكي.
]8[.لا يمسه : لا يستوعبه و يعيه أي يفهمه.
]9[.سورة الواقعة الآيات 75 ، 76 ، 77 ، 78 ، 79 . آية التطهير.
]10[.سورة آل عمران الآية 61. آية المباهلة.
]11[.من يريد المزيد فليراجع البخاري في التاريخ الكبير ج1 ص69 أو صحيح مسلم ج2 ص368 ، سنن الترمذي ج5 ص30 ، مسند الإمام احمد بن حنبل ج1 ص330 ، أسباب النزول للوآحدي ص302 وغيرها.
]12[.انظر كتاب فاسألوا اهل الذكر للدكتور محمد التيجاني السماوي ص69 وكذلك كتاب لماذا اخترت مذهب الشيعة مذهب أهل البيت للعلامة محمد مرعي الامين الانطاكي.
]13[.تفسير الكشاف للزمخشري ج1 ص482 وغيره فراجع.
]14[.سورة المائدة الآية 55.
]15[.معجم المحيط. ويمكن مراجعة ذلك في مادة ولي في الصحاح أو مختار الصحاح ص737 الهيئة المصرية العامة للكتاب.
]16[.مختار القاموس في مادة ولي.
]17[.انتهى قول الزمخشري.
]18[.تاج العروس فصل الواو من باب الواو والياء ج10 ص399.
]19[.انظر الدر المنثور في التفسير المأثور لجلال الدين السيوطي ج3 ص3.
]20[.سورة المائدة الآية 67.
]21[.انظر صحيح مسلم باب فضائل علي ، مسند احمد بن حنبل ج3 ص372، كتاب الخصائص للنسائي ص21، مستدرك الحاكم ج3 ص109 وكذلك في الصواعق المحرقة وكنز العمال للترمذي وغيرهم فراجع.
]22[.سورة المائدة الآية 3.
]23[.سورة المعارج الآيات 1، 2.
]24[.المجلد الثاني ص97.
]25[.الصواعق المحرقة ص144.
]26[.سورة الأحزاب الآية 33.
]27[.انظر كتاب فضائل الخمسة في الصحاح الستة للسيد مرتضى الحسيني ج1 ص260.
]28[.سورة الأحزاب الآية 158.
]29[.سورة النور الآية 63.
]30[.سورة آل عمران الآية 31.
]31[.سورة الأحزاب الآية 21.
]32[.سورة آل عمران الآية 58.
]33[.سورة الإنسان الآية 7، 8.
]34[.سورة النساء الآية 68.
]35[.سورة الفاتحة الآية 7.
]36[.سورة البينة الآية 7.
]37[.سورة الإسراء الآية 26 وسورة الروم الآية 38.
]38[.سورة الحشر الآية 7.
]39[.سورة الصافات الآية 130.
]40[.سورة الأحزاب الآية 36.

*كل هذه نقلناها عن الكتاب سفينة النجاة، للأستاذ لبيب السعدي، في الفصل الأول: أئمة الشيعة في القران.

وبالله التوفيق والهداية، وصلى الله على المصطفي وعلى اهل بيته الطاهرين الطيبين، آمين.